ما بين موج و موج أحبك

في العاشرة من نوفمبر 

أمام البحر أكتب و مع كل موج و آخر أفيض شعورًا بالغًا بالحُب و الطمأنينة و الكثير من الامتنان. 

لم أعطي الكثير من الأهمية للأشهر لكنني هذه المرة أمر من نوفمبر عبورًا عميقًا دافئًا و حبيبًا، لذكرى مرور ارتباط أعمق، لقلبين عهدا الدُنيا و كلاهما يحتفظ بقلب الآخر. مرت سنة و قلبينا ينعمان بدفء و أيدينا تتحاوط ببهجة متمّسكة بالحياة، منعمّة بالحُب.

تمر على بالي قصيدة غازي القصيبي حينما قال:

‏وكان يأوي إلى قلبي، ويسكنهُ

‏ وكان يحمل في أضلاعهِ داري.

وصدق غازي – رحمة الله عليه –

وعلى الجانب الآخر، الأساطير تركزت غالبيتها على الحب، على فكرة أننا ولدنا منفصلين ونحن في بحث دائم مستميت عن نصفنا الآخر، و ببلاهة أصدقها الآن. حتى و إن لم توجد تلك الأسطورة أظنني سأفكر بها. في تجليات الحُب وفي فكرة الأبديّة أنا دائمة التفكير بماهية الحب و الحد فيه، لكنني مع عزيزي يومًا بعد يوم أستشعر فيض من حب لا ينتهي، بعيدًا عن مسميات “البدايات” لأن الحُب ما إن يبتدأ بحق مع شخص صح، ستجد نفسك تنجرف تحت حياة لا تخلوا من بدايات أبدًا، وهذه النقطة الفاصلة بالموضوع. و أعلم بأننا كما نمر بالحلوّ منه سنمر على المرّ لكن يكفينا تواجدنا مع بعضنا حينها، فالحلو مع الحلو حلوٌ أكثر!

مقطع جانبيّ متخيّل لسنين قادمة:

في يوم عاديّ نجلس سويًا أمام حديقة منزلنا الهادئ و الدافئ، بعد أن أُفلح في إقناعك “رغم أن لا شيء يبدو بحاجة للإقناع معك إذ أن كل ما أقوله هو صحيح و مُجدي بالنسبة لك” بأن الحياة معي مُذهلة لأنني أُحضرّ قهوة لذيذة، و أقرأ نصوص من كُتب بطريقة جذابة، و أصف الأشياء بطريقة تجعل الحياة لامّعة، و أنني سأجعل المنزل حديقة خضراء مُدهشة بالمعنى الفعلي و ليس الحرفي فقط. ستهز رأسك مؤكدًا لذلك لأنك بالفعل تراه و ستراه في قادم الأيام، و سأبتسم بدوري لأنني أُحب أن أقول لك الأشياء التي أعلم في قرارة نفسي بأنك تعرفها و مُصدقًا لها، لكنني أُحب أن أرى ردة فعلك منصدمًا بأنه؛ كيف لي أن أقنعك في أشياء هي نقطة في بحر ما جعلك تغرق في حُبي، و الغرق هنا هو الذي لا يقتُل، بل يُحيّي.

في حياة قادمة بعيدة كأقصى حد النظر لمدى البحر، سأبقى أحبك مدى الدهر.

أما أنتم بدوركم يا أعزاء أقبلوا على الحب و أحبوا الحُب، ولا تسرفوا لتنجرفوا خلف شخص لا يشبهكم، حكّموا عقولكم بقدر ما تعطي قلوبكم.

آخرًا دُمتم بحب لا ينقطع، و بحياة لا ينتهي بريقها أبدًا.