النّور موجود في الكتب… اِفتح الكتاب على مِصرعيه… دَعهُ يشِّع… دعهُ يفعل. – فيكتور هيجو
لطالما أسهبت وكتبت عن الكتب وحبي لها ومدى أهميتها، وتغنيت طربًا في تدوينتي شمس الادب الدافئة وكتبت عن القراءة بحب في أقرأ، لأن حياة واحدة لا تكفيني!
وبقدر ما كتبت عن القراءة وللكتب، كان هنالك جزء مفقود لم أكتب عنه، ألا وهو كيفية إعادة الشغف للقراءة، أو حتى كيف أبدأ وأقرأ حتى آخر العمر، ولذلك أنا هنا أكمل المفقود وأتحدث عن شغف القراءة.
دائمًا أقرأ في كل وقت وحينما تشتد الدنيا في وجهي أقرأ أكثر وكأنني أحتزم بها وأعتزل العالم رفقتها، في اقتباس أحبه وأضعه نصب عيني دائمًا قول أنطون تشيخوف: حين تحبط اقرأ بشغف، المهم في هذه الحياة ألا تقف متفرجًا.
ولعل أكثر ما يجعل المرء يحب شيء ما هو حينما يرى أثره عليه، وفي الكتب آثار لا تنتهي. تقول سيمون دو بوفوار: في طفولتي، وأثناء مراهقتي، الكتب أنقذتني من اليأس والضياع، وهذا ما رسخ بداخلي أن الأدب هو أعلى القيم.
– تصريح جانبي قبل البداية، في كل مرة أبرر ركود قراءاتي بالشغف أوبخ نفسي قائلةً: ضعي الشغف جانبًا على الرف أو أسفل السرير وافعلي ما يتوجب عليكِ فعله، شدّي من أزرك.
نبدأ في المحور الأساسي، ألا وهو كيف أعيد شغفي للقراءة؟ وكيف أبدأ القراءة بشغف؟
وكلاهما متصل ببعضه لذلك لنبدأ..
أهم النقاط الرئيسية لإشعال حُب الكتب والقراءة بشغف:
الالتزام؛ بأن تضع لك ورد يومي مُحدد الوقت للقراءة وتقسمه على مدار يومك لو رغبت، فمثلًا على مدار يومك ستقرأ 30 صفحة وتبعًا لذلك ستقرأ الصباح 10 صفحات مثلًا وبعد الدوام ستقرأ 10 وفي الليل قبل نومك أو في وقت قهوة المغرب ستقرأ عشرة صفحات أخرى، وبذلك أنت أنجزت وردك اليومي بخفة. والأهم بأن تجعلها شيء محسوم ولا تُمالي نفسك بها.
اختر ما يُوافقك؛ بأن تقرأ ما تُحب من مواضيع، وإن كنت لا تعرف ما تحب تستطيع بأن تبدأ بقراءة ملخصات لكتب قد نصحك بها أحد ما أو قد ذكرها قارئ ضمن قراءاته المفضلة، وبعد قراءتك لها حدد إن أعجبتك أم لا وبهذا تكون قد قطعت شوطًا طويلًا في تحديد ما يُعجبك. ودائمًا جرّب وعرّض نفسك لخيارات متجددة وعناوين شيقة، فالحياة قصيرة وهي مرة.
جد الحل في القراءة؛ بأن تبحث عما تودّ وتحتاجه في الحياة سواء في العلاقات أو الدراسة إلخ.. اجعل القراءة هي الحل دائمًا وجدّ الحل في القراءة، واجعل بحثك في الكتب دائمًا.
أؤمن بالقراء؛ بأن تؤمن بأن الكتب والقراءة هي أساس، مثلها مثل الأوكسجين والماء والطعام، حينها لن تتخلى ولن تتنازل عنها، لأنك حينها حينما تقرر تركها أو الابتعاد عنها ستشعر بنقص، وعدم القراءة فعلًا نقص كبير خصوصًا لأمة اقرأ. وفي هذا الصدد قول رائع للمفكر والشاعر ميخائيل نعيمة: عندما تصبح المكتبة ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ؛ عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قومًا متحضرين.
جددّ؛ بأن تجدد مكانك وزاوية قراءتك بما يتناسب مع ذائقتك وتبث فيها الحياة، لتربط الأماكن في القراءة وتتذكر بأن كوب قهوة يعني كتاب، فحينما تعد قهوة ستختار كتاب لتقرأه برفقة احتسائك لكوب قهوتك. وبهذا تربية للتصرفات والعقل كذلك.
يقول إيهاب الملاح في كتاب شغف القراءة: إن القراءة متعة حقيقية لمن يطلبها، وإنها تستحق كل ما كُتب عنها؛ فقد أضافت أعمارًا للقارئين، وغيَّرت حياتهم إلى الأفضل، وساعدت الإنسان على معرفة نفسه، ومعرفة الآخر، ومعرفة العالم كله.
كل كتاب هو وصفة كتابية وليس طبية، بمعنى مأساتك، ألمك، وجعك، فرحك، سعادتك، حتى تساؤلاتك ستجدها في الكُتب، إن لم يكن في الكتاب الأول لعلها في الخامس.. مع الكتب حتمًا ستصل، المهم أن تقرأ.
أتمنى بأن تجدوا شغفكم اللامتناهي في الكُتب، وأن تصلوا للأجوبة في كل قراءة.
2 تعليقات