صباح مخضرّ، صباح النباتات

بواسطة أحرف عائشة

في كل إجازة نذهب فيها لبيت العائلة يغمرني سيلٌ من الجمال!

كبرت في بيت الجد والجدة وزهور الجهنمية الحمراء الفوشية تغطي سور المنزل بأكمله وكأنها تحاوطنا وتحيطنا بجمالها، وبكل مرة نعود لمنزلنا بمنطقة أخرى أفتقد هذا الشعور.

ترعرعت أمي في منزل مذهل بطابقين تُحيطه أزهار الجهنمية سعيدة بالجو الساحليّ الرطب وهذا ما جعلها تغمُر المنزل وسوره المتسع بخفة وكأنها تتراقص حوله بحبور. فارتبطت ذكرى جدي -رحمة الله عليه- بجمال الورد الشبيه بقلبه الطيب وأحاديثه المرحة.

ترعرع أبي حول مزرعة كبيرة وكبرنا ونحن نرى جدي من أبي يحوم حول النخيل للتأكد من ثمرها والطمأنينة عليها، وتارة نجده حول محصول الورقيات يتأكد من مدى اخضرارها، حينما نأتي للزيارة أتذكر ابتسامته السمحة وروحة الخفيفة -رحمة الله عليه-.

لذلك ارتبطت الزهور و الخضرة في بالي دائما كتعبير عن الحياة وخفة الروح وسماحة الخاطر. حينما أمضيت مرحلة الجامعة في منطقة مختلفة بدأت تتكون لدي عادة وحب العناية بالنباتات بشكل كبير بدأت بإحضار نبتة البوتس الداخلية و زهور الفل والغاردينيا في غرفتي، أستيقظ على رائحتها وتستقبلني في حال عودتي لها.

يوما بعد يوم تفشت النباتات في منزلنا، وعزز هذا خلفية أمي الدراسية بما أن “الأحياء” تخصصها الجامعي، وخلفية أبي الزراعية في مرحلة طفولته.

أصبح منزلنا عبارة عن “جنينة” تصغيرا لجنة الله في أرضه كما يقول عنها المصريون، وبالفعل هي كذلك .. و يوما بعد يوم غرفتي تكبر ومكتبتي تتسع ونباتاتي تنمو وتخضرّ.

 

أترك تعليق هنا

منشورات مقترحة

جميع الحقوق محفوظة مدونة أحرف عائشة 2024 

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00