أريد الحياة ربيعًا وفجرًا .. وحلمًا أعانق فيه السماء
في هذه الحياة الكثير من الدهشة و دعني أعيد صياغتها لك مجددًا، الدهشة في هذه الحياة كلها!
بينما أقلب في مقاطع الانستقرام ظهر لي مقطع لفتاة تقول فيه :
You’ll never regret romanticizing your life, take the smallest moment, and make them into something beautiful.
بمعنى أنك لن تندم أبدًا على إضفاء طابع رومانسيّ على حياتك، خذ أصغر لحظة و حولها إلى شيء جميل. و صدقني بأن تقدير اللحظات الصغيرة سيجعل منك شخصًا متخففًا و مقدرًا للحياة بكل مافيها؛ لأن هنالك لحظات منسية لا تُعطى حقها في يومنا و هذا بسبب الاعتياد القاتل للإحساس باللحظة، ولو استشعرناها بكامل لحظاتها و ثوانيها سنشعر و كأننا في قصة خيالية “باللون البمبي” و كأن لا أحد بالعالم إلا أنت بذاتك فحسب.
و هذا يأتي من باب، بالشكر تزيد النِعم و استشعار النِعم، جرب مرة أن تصنع قهوتك بلا جوال في يدك تقلبه أو سماعة في أذنك فقط انغمس باللحظة، تأمل مدى روعة تقلب القهوة على النار أو حتى مدى جمالية صوت تقطيرها، إلى لحظة سكبها في فنجانك أو كوبك، انغمس و تأمل و استنشق رائحتها و تمتع بها، انغمر بأصوات الواقع من حولك.. مشاغل الحياة و كثرة اعتيادنا للأشياء جعلت منا أشخاصًا بقلوب آلية!
تمر عليّ مقولات متعددة ومواقف كثيرة، عن الحياة وتفاصيلها وبريقها، في أقرب مسلسل تراه هل شدتك أبخرة كوب؟ أو لامستك هدوء شخصية ما؟ أو بريق شمس مُنعكس على أوراق نبتة؟
لطالما آسرنا هدوء جميع ما حولنا من أشخاص وأشياء لكننا عندما نأتي لأنفسنا، نقف حيارى!
لكن منذ الآن جرب، قف مجربًا لا حائرًا، اترك العالم خلفك وامضي بهدوء وطمأنينة وتأمل
ولو اشتد الأمر تأمل السقف حتى يصفى بالك، واستشعر مرور النسمة من حولك.
يقول محمود درويش: بين سماء صافية وحديقة خضراء، ما حاجتنا للشعر إذا قال الشاعر: إن السماء صافية و إن الحديقة خضراء؟
وهذا من باب أن لا أحد ولا شيء من المفترض أن يُعلمك ويوضح لك كيفية الرؤية والإبصار، فالسماء الصافية تحتاج عينًا وبالًا صافي، والحديقة الخضراء تحتاج قلبًا وحضورًا أخضرا.
استشعار النِعم و رومانسية الحياة تبدأ من لحظة الاستيقاظ. جرب مرةً حينما تصحوا أن ترتب سريرك، و تفتح النافذة لتسمح لضوء الشمس أن يلقي عليك من نوره و بريقه ليسري فيك. اللحظات الصغيرة في حال قدرناها ستأتينا أشياء أكبر، كوننا نستحق.
قال الله سبحانه وتعالى {ولئن شكرتم لأزيدنكم}
ولاتنسوا، بالشكر تزيد النِعم
أتمنى لكم أيام رومانسية و برّاقة، وحياة لا تخلوا من الدهشة.
7 تعليقات
نص مدهش يا عائشة، فعلًا قد فقدنا استشعار اللحظات الصغيرة التي لا يرافقها شيء آخر، فلا نكاد نفعل شيئًا حتى نزاحمه بآخر.
بالفعل، وهذا أكثر ما خنقنا.
شكرًا كاتبنا يحيى وأيام هادئة بطيئة سعيدة لك🤍
ياااه يا عائشة! يا لها من حقيقة )’: إن كثرة الاعتياد والانغماس في مشاغل الحياة والركض المستمر فيها جعلت منا كائنات تسير بلا وعي، أسرى للوقت والروتين، وكأننا فقدنا روحنا وتاهت وسط هذا الزحام. أصبحت مهامنا اليومية مجرد عادات نؤديها بلا إحساس، حتى كأننا نعيش مثل الهامستر الذي يركض بلا توقف حول عجلته، ندور في نفس الدائرة… وقد نسينا أن لحظات التوقف مثل اللحظة التي يلتقط فيها القلب أنفاسه بعد سباق طويل، تمنحنا راحة تُعيد لنا الإحساس بالحياة وتساعدنا على إدراك قيمتها وأثرها علينا.
بالفعل سارة الرائعة، شكرًا لهذا الرد المُشابه لجمال روحك وأكثر🤍
الشيء الذي لفت انتباهي عندما قلتِ “لطالما آسرنا هدوء جميع ما حولنا من أشخاص وأشياء لكننا عندما نأتي لأنفسنا، نقف حيارى!”
فعلا هذا الشيء دائما يحدث معي وارى نفسي انجذب لهكذا أشخاص واشعر بطمأنينة وراحة
عجيبة عندما التقي بيهم .وهذا ما حدث عندما
قرأت مدونتكِ .
ان شاء الله سأحاول ان أعيش في طمأنينة وسعادة 🦋🩵
شاكرة لك جمال تعليقك مريم، وأتمنى لك طمأنينة وسعادة غامرة ودائمة لقلبك🤍
[…] لتفهم سر الضجيج، فتكون في خير كثير. في تدوينتي السابقة طابع رومانسيّ، مُدهش! تحدثت برومانسيّة عن الموضوع والآن لأفصل قليلًا […]