الموافق 26.4.2025
لم يكن الأمر سهلًا لكننا فعلناها
بقلوب آمنت برب الحُب مُيسر كل الأمر
فعلناها بتوفيقٍ منه سبحانه، ثم بتمسك قلوبنا
- الحمدلله –
منذ البداية:
ذات يوم استيقظت بروح بالأمل تتجدد لكن رنة هاتف ما بالغرفة بددت كل هذا، عزمت من أمري وشددت قوتي واستيقظت لأتذكر بأنني بالأصل لم أنم! وبأن أرق وتوتر اليوم القادم يملأ قلبي وعقلي وكل خلايا جسمي!
واليوم القادم يكون يوم زفافي على من أحبه قلبي واختاره عقلي، وهذا مدعاة كاملة وكبيرة للفرح بالطبع، لكن للأرق رأي آخر رغم ثقتي بأنه من باب السعادة لان السعادة تجعل الانسان لا يكاد ينام ولا يتنفس من فرط بهجته.
نعود لما قبل أيام تسبق زفافي؛ عائشة في منتصف أهلها جدتها أمها أخوتها وخالاتها، تكاد تكذّب بأن في غضون أيام سيتم زفافها، في بعض الأحيان قد تبدوا الأمال والأحلام بعيدة بعض الشي فيحسب المرء بأنه بعيد ولن يأتي أو وكأنه سراب! وصدقوني حينما أقولها لكم، مشاركة الفرح بالخصوص مع من هم كفوًا لها تكاد تصبح فرحة عمر لا تُنسى، لأن فرحي كان فرح زفاف، وبمشاركة وحضور عائلتي ومن أحب أصبح فرحًا سعيدًا وزفافًا لا ينسى وأتمنى لو يعاد كل العمر.
ورغم حزني لبعدي عن أهلي وبعدي عنهم وتفكيري الدائم بهم، يستحضرني دائمًا قول أمي لي بعد عقد قرآني حينما قالت لي: لكنك نور قلبي قبل أن تكوني نور البيت، لكن كما قالت لي أمي ذات مرة من قبل “بعيدة وسعيدة، ولا قريبة وتعيسة”
قبل ثلاثة أسابيع من الآن تم زفافي لأعز مخلوق لقلبي، وبنفس قلبي النابض بالحياة والحب الذي عايش الكثير، أبتسم الآن ملء كل الأشياء لأنني وصلت، والوصول هنا لا منافسات فيه ولا حروب، بل وصول مطمئن.. الوصول الذي يجعلني أتنهد راحة.
ولا أنسى رِقة كلمات زفتي والتي كانت تقطر جمالًا ولم أتخطاها بدوري، حينما تغنت بها المغنية وتألقت وغنت بـ:
طلت عروستنا عايشه وأذهلت كل الحضور
وبمشيها مشية حور وبيدها باقة زهور
بحسنها الكل انذهل، وبحفلها الكل احتفل
هذي عايشه بالزين طلت مثل القمر بليل الكمال
هنوا عايشة بحلى الليال خذها عبد العزيز ابن الحلال
ابن الكرام ونالها عبد العزيز أبو وعز الرجال
وفي لحظة تقدمي له بخطوات رقيقة على وقع زفتي، تكاد تطير قدامي لا أن تمشي فحسب، فيقول قلبي وبصوت يكاد يُسمع العالم أجمع لا الحضور فحسب:
لم أخف بقربك يومًا
وها أنا ذا اليوم أقف
يكتسيني الأبيض الفَرِح
جنبًا بجنب، لم أخف ولم أجفل
لأنني بِت أحلم بهذه اللحظة كثيرًا
منذ اليوم الأول، منذ عمري الأول.
وفي خلال هذه الأيام من ترتيب للمنزل وإكمال النواقص وما إلى ذلك، يستحضرني قول الله عز وجل:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
وفي هذه الآية أسمى المقاصد الإسلامية في فكرة الاستقرار والزواج والسكن الآمن الموصل للحب والرأفة والقرار الكامل. وهذه الفكرة تجعلني بكل مرة أتنهد وأبتسم ملئ قلبي.. فالحمدالله على التمام والحمدالله أن رزقنا المودة والمحبة. وعسى ان أكون كما كانت أمنا عائشة رضي الله عنها لزوجها الرسول الكريم الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وها أنا وأخيرًا أقتبس قول مريد البرغوثي عن زوجته الرائعة رضوى عاشور:
لم يقُل: “تزوجنا” رغم أن بلاغة هذه الكلمة تكفي عند اجتماع المُحب بحبيبه؛ لكنه ابتكرَ تعبيرًا مذهلًا: “ضحكتها صارت بيتي”
– فالحمدالله ضحكته صارت بيتي –
وفي باب ما أتى بعد الزواج والفرح والزفاف وشهر العسل والترتيبات الأساسية، كلٌ يعود لعمله بعد إمضاء إجازته مع رفيقه، يعود ليمضي أيامه في جري وسعي وراء الحياة، وواحد منهم سينصدم أو سيبدأ باستيعاب أن الحياة ليست كما كانت تقريبًا والأمور تغيرت، أو في حالتي على الأقل أحاول موازنتها من خلال ترتيب مكتبتي لأجعل لي مكانًا واحدًا على الأقل ثابت يذكرني بي ويبقى لي.
والمكتبة هنا هي الطرف الوحيد الذي يمثل عائشة ويربطها بما كانت وإلى ما صارت عليه، وكل شخص فينا يحتاج إلى هكذا شيء.. الآن أنا في مقهى ما في وقت الظهيرة أكتب وأكتب تحت وقع أغنية لا أعرف اسمها ولا اسم المغني لكنني أنطرب لها وأكتب وفي بالي ألف فكرة وفكرة أكتب عنها، خصوصًا بعد انقطاعي الأخير والذي آلمني بصراحة ولذلك ها أنا آتية بكم هائل أحكي عنه وأكتب لكم بخصوصه.
انتهى الزفاف ومرت الأيام على أحسن حال، وفي عقلي وبذاكرتي كل موقف مر تجمد هنا داخل فؤادي، كل من هنأني وكل من دع لي وكل شخص وقف بجانبي، أحبتي وأصدقائي وكل متابعيني، شكرًا بحجم السماء وأكثر، لن أنساها لكم ما حييت.
مجددًا أنا عائشة أكتب لكم بعد مرور ثلاثة أسابيع من زفافي، أحتسي قهوتي ببال مرتاح وكأنه لم يكن يجري جريًا قبل الثلاثة أسابيع.
أنا عائشة أعود بعد شهرين من انقطاع قسري، أعود لأقول لكم هذه التدوينة فيض من غيض والقادم سيكون مثري، سعيد وأكثر خضرة وبريق بإذن الله.
أتمنى لكم دوام الحال الطيب، والحب المتجدد لكم ولقلوبكم ولكل من تحبون.
12 تعليقات